الهوية والحضارة الإسلامية الأصالة.. والمعاصرة.. والتحديات

21 أغسطس, 2021

د. محمد عمارة

  1. 1-   تحرير مضامين المصطلحات:

في بداية الحديث عن قضية " الهوية الثقافية الإسلامية " وأبعادها المختلفة، وعلاقتها بكل من الأصالة " و" المعاصرة " و"الثوابت" و"المتغيرات ".. لابد من تحديد المعنى العلمي للمصطلحات..

ولما كان في كل شيء من الأشياء – إنسانًا أو ثقافة أو حضرة – "الثوابت" و" المتغيرات"، فإن هوية الشئ هي  " ثوابته "، التي " تتجدد " ولا " تتغير ".. تتجلى وتفصح عن ذاتها دون أن تخلي مكانها لنقيضها، طالما بقيت الذات على قيد الحياة. إنها كالبصمة بالنسبة للإنسان، تتجدد فاعليتها، وينجلي وجهها كلما أزيلت من فوقها طوارئ الغبار وعوامل الطمس والحجب، دون أن تخلي مكانها ومكانتها لغيرها من البصمات.

    وتعلق " الثقافة " واختصاصها بعمران النفس الإنسانية وتهذيبها، وهو الذي يعطي لثقافات الحضارات المتميزة تمايزًا منبعه ومنطلقه ودواعيه : تميز النفس الإنسانية، في كل حضارة من الحضارات، بتميز المكونات والمواريث والعقائد والفلسفات التي تمايز بين " البصمات الثقافية " في أمم هذه الحضارات.

    إنها أشبه ما تكون بتفاعل الإنسان وتلاؤمه مع اللحظة الراهنة من عمره، تفاعلًا يضيف به الجديد، ويتجاوز به غير الملائم من مواريثه، وفي المعايير التي هي ثوابته، وأصالته، وهويته.. إنها الهوية المتميزة، والأصالة المتميزة، تتجلى في طور جديد.. كالإنسان الذي ينمو ويتطور دون أن يفقد هويته أو يتنازل عن هويته أو يمحو " البصمة " التي تميزه عن غيره من الناس.

إذن، فلكل ثقافة أصالة متميزة، هي هويتها، وجوهرها، وحقيقتها، وثوابتها.. ولكل أصالة ثقافية متميزة معاصرتها المتميزة كذلك.

هذا عن المصطلحات، ومضامينها.. وما يمثله ضبط هذه المضامين من إسهام في وضوح الرؤية الذي نطمح إليه.. وضوح الرؤية لموضوع "" الهوية الثقافية الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة ".

فإذا ما اِنْتَقَلنا إلى صلب الموضوع، وتساءلنا عن هوية ثقافة أمتنا، التي هي جوهر هذه الثقافة، وحقيقتها، والأصالة المــميزة لها، فإننا نستطيع أن نقول إنها " الإسلام.. والعروبة ".

فمنذ أن تَدَيَّنَت أغلبية هذه الأمة بالإسلام، أصبح هذا الإسلام هو الهوية الممثلة لثقافة هذه الأمة.. فـهو الذي طَبَع ويَطبَع وصبَغَ ويَصبَغ ثقافتها بطابعه وصبغته.. فعاداتها وتقاليدها، وآدابها وفنونها، وسائر علومها الإنسانية – في السياسة والاقتصاد والاجتماع – وفلسفة علومها الطبيعية والتجريبية.. ونظرتها للكون.. وللذات.. وللآخر.. وتصوراتها لمكانة الإنسان في هذا الكون.. من أين آتي ؟.. وإلى أين ينتهي ؟.. وحكمة هذا الوجود وغايته ؟.. كل ذلك – وما ماثله – قد انْطَبَعَ بطابع الإسلام واِصطَبَغ بصبغته.. حتى لنستطيع أن نقول، ونحن مطمئنون كل الاطمئنان: إن ثقافتنا إسلامية، وإن معيار الدخول والخروج في ميدان ثقافتنا والقبول والرفض فيها، هو المعيار الإسلامي.

    ولقد عبر عن وضوح الرؤية لهذه الحقيقة – حقيقة استيعاب الإسلام لمواريث النبوات السابقة، واشتماله على ثوابتها وأصولها، ذلك الحوار الذي دار بين الصحابي " "حاطب بن أبي بلتعة " [ 35 ق.ه – 30هـ -586 – 650م ] وبين " المقوقس " – عظيم القبط – عندما حمل حاطب إليه رسالة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – سنة 7هـ، سنة 628م.. ففي هذا الحوار قال حاطب للمقوقس : " إن لك دينا ً – [أي النصرانية ] – لن تدعه إلا لما هو خير منه، وهو الإسلام الكافي به الله فقد ما سواه. وما بشارة موسى بعيسى إلا كبشارة عيسى بمحمد. وما دعاؤنا إياك إلى القرءان إلا كدعائك أهل التوراة إلى الإنجيل.. ولسنا ننهاك عن دين المسيح، ولكنا نأمرك به"([2]).

فالإسلام – إلى جانب تقريره حرية الاعتقاد – هو الوارث والمستوعب لثوابت كل الرسالات السابقة، على النحو الذي جعله " الكافي به فقط ما سواه " " !.. وليس الذي يقيم قطيعة معرفية مع ما سواه.

هكذا نضج المزيج الثقافي الإسلامي الجديد، مستوعبًا مواريث الثقافات والحضارات والديانات السابقة، ومشركًا الطوائف والأقوام الشرقيين في بناء هذا المزيج الثقافي الجديد، ومؤثرًا في الثقافات الفرعية التي فتح أمامها أبواب الازدهار.

هكذا أصبحت هوية الأمة إسلامية.. وغدت " الإسلامية " ثابتًا وجامعًا في هذه الهوية الحضارية.

نحن عرب، ويجب أن نذكر في هذا العصر دائمًا أننا عرب وحدت بيننا الآلام والآمال، ووثقت روابطنا الكوارث والأشجان، وصهرتنا المظالم وخطوب الزمان. نحن عرب من هذه الناحية ومن ناحية تاريخ الحضارة العربية في مصر وامتداد أصلنا السامي القديم إلى الأصل السامي الذي هاجر إلى بلادنا من الجزيرة العربية فالوحدة العربية حقيقة قائمة موجودة لكنها في حاجة إلى تنظيم، فتصير كتلة واحدة وتصير أوطاننا جمع وطنية واحدة "([4])

وهكذا ارتفعت أصوات الزعماء والقادة والمفكرين غير المسلمين؛ لتشهد على أن الهوية الثقافية والحضارية للأمة هي العروبة والإسلام.

        إن أَصْواتا قومية وطائفية – في هذا المناخ وتلك الملابسات التي صاحبت قيام الكيان الصهيوني بعد الحرب العالمية الثانية – قد ارتفعت بالدعوة إلي إقامة كانتونات طائفية وقومية، بدلًا من الصيغة الجامعة المؤسسة على الهوية العربية الإسلامية.. وفي هذا الفضاء :

ولقد كان لهذه الجماعة علمها وزيها الخاصان بها.. وكان العلم يمثل صليبًا منصوبًا في الإنجيل.. كما كان لها نشيد خاص تنشده في جميع الاحتفالات والاجتماعات.. كما افتتحت في المحافظات مدارس لتعليم اللغة القبطية بالمجان "!([14])

وبعد أن أعلن البابا شنودة تأييده لمبدأ" عمومية القانون الإسلامي " على كل أبناء الوطن، فقال – بمناسبة تشريع " قانون الخلع " - : " إن الخلع مبدأ موجود منذ القدم في الشريعة الإسلامية، ولم يكن عديد من الناس على معرفة به.. وبمقتضي مبدأ الخلع من حق المرآة أن تطلب الانفصال عن زوجها لأسباب تبينها للمحكمة، منها استحالة الحياة الزوجية بينهما وإذا كان قانون الخلع يسمح للمرأة المسلمة بأن تستفيد من هذا الوضع، فما المانع من أن تستفيد منه المرآة المسيحية.. فالمعروف في القانون هو عمومية القانون، فلا نطبقه في حالة معينة لفائدة البعض ونرفضه في حالة أخرى لفائدة البعض الآخر.

إذن، الخلع يسمح للمرآة – مسيحية كانت أو مسلمة – أن تتخلص من الزوج " المتعب " وبخاصة لو كانت هناك أسباب تجعل استمرار الحياة بينهما مستحيلًا"([20]).

بعد هذا الموقف الحاسم، والمنحاز للهوية الإسلامية للدولة والمجتمع، وجدنا البابا تواضروس الثاني – في أول تصريح له بعد انتخابه، يقول كلامًا مضادًا – وغير مسبوق – وذلك عندما يسأله مندوب " الأهرام " " أشرف صادق " :

- " هل الكنيسة مع الشريعة الإسلامية أم ضدها " ؟

- فيقول: " في الأمور الدينية تطبيق الشريعة يخص المسلمين، لأنها أمر ديني. وفي الأمور الوطنية وفي الأمور الاجتماعية ليس مناسبًا أن تطبق على غير المسلمين " !([21]).

أي أنه – ولأول مرة في تاريخ الباباوات – يرفض أن تكون الشريعة الإسلامية، في جوانبها الوطنية الاجتماعية، شريعة المجتمع المعبرة عن هويته القانونية !.

وإذا كانت الهوية العربية الإسلامية هي السمات والقسمات الثوابت التي تمثل الأرض المشتركة للأمة.. وإذا كان القانون – وفقه المعاملات – هو الضابط لحركة المجتمع.. فلقد ظلت هذه الهوية الإسلامية هي الروح السارية والمرجعية الحاكمة للقانون في بلادنا على امتداد تاريخ الإسلام.

وقديمًا، وقبل مزاحمة المرجعية الفكرية الغربية – الوضعية العلمانية – للهوية الإسلامية ولمرجعية الشريعة في القوانين، لم تكن هناك حاجة للنص في القوانين على إسلاميتها، لأنه لم يكن هناك بديل يزاحم هذه الإسلامية.. فالفقه والقانون في بلادنا لم يكن يوصف تاريخيًا – بوصف الإسلامي، أما بعد تسلل القانون الوضعي الغربي – في ركاب النفوذ والغزو والاستعمار – إلى العالم الإسلامي – في القرن التاسع عشر – فلقد برزت الحاجة إلي الإعلان عن ضرورة إسلامية المرجعية القانونية عندنا، كموقف منحاز للهوية الإسلامية التي تميزت قوانينها عن القوانين الوضعية الغربية.

لقد قال المستشرق الإيطالي " دافيد ديسانتيلانا " ]1845-1971م[ - وهو أستاذ الشريعة الإسلامية والقانون الروماني – قال عن تميز القانون الإسلامي عن نظيره الغربي – ومن ثم تميز الهوية القانونية الإسلامية عن نظيرتها الغربية - : ".. عبثًا نحاول أن نجد أصولًا واحدة تلتقي فيها الشريعتان الشرقية والغربية - ]الإسلامية والرومانية[ - كما استقر الرأي على ذلك – إن الشريعة الإسلامية ذات الحدود المرسومة والمبادئ الثابتة لا يمكن إرجاعها أو نسبتها إلي شرائعنا وقوانيننا -]الغربية[ - لأنها شريعة دينية تغاير أفكارنا أصلًا.. إن معنى الفقه والقانون بالنسبة إلينا وإلى أسلافنا : هو مجموعة من القواعد السائدة التي أقرها الشعب، إما رأسًا وإما عن طريق ممثليه، وسلطانه فستمد من الإرادة والإدراك وأخلاق البشر وعاداتهم.

    إلا أن التغيير الإسلامي للقانون هو خلاف ذلك.. فالخضوع لهذا القانون هو واجب اجتماعي وفرض ديني في الوقت نفسه، ومن ينتهك حرمته أو يشق عصا الطاعة عليه لا يأثم تجاه النظام الاجتماعي فقط، بل ويقترف خطيئة دينية أيضًا.. إن هذا القانون – الذي يوزع العدالة بالقسطاس على الجميع بلا تفضيل، إنما يستند إلي الإيمان القويم أساسًا.. ومع ذلك، فإن هذه الشريعة الإسلامية تفسح أوسع المجال لتحكيم الإرادة البشرية، وتعلق أعظم الأهمية على القصد القانوني، لا على نص القانون الحرفي... وهكذا ترسم الأخلاق والآداب في كل مسألة حدود القانون.. والشريعة الإسلامية شريعة تطورية، غير جامدة.. " وما رآه المسلمون حسنًا فهو عند الله حسن "..لذلك فإننا نجرؤ على وضعها في أرفع مكان، وتقليدها أعظم مديح علماء القانون "([22]).

كما تحدث السنهوري عن الشريعة الإسلامية باعتبارها شريعة للدولة والمجتمع – شريعة إقليمية – وليست شريعة طائفية للمؤمنين بعقائد الإسلام دون غيرهم.. فقال:

والواجب التطبيق من أحكام الشريعة الإسلامية على جميع المقيمين في دار الإسلام هي كل أحكام المعاملات، لا فرق في ذلك بين أحوال عينية وأحوال شخصية، فإن هذا التفريق لا يعرفه الفقه الإسلامي، وهو دخيل عليه استحدثه الكتاب في هذا العصر متأثرين في ذلك بالنظم الأوربية التي دخلت مصر حديثًا. فأحكام المعاملات جميعًا، سواء ما تعلق منها بالمال والعقود، وما تعلق بالمواريث والوصايا، وما تعلق بالأهلية والحجر، وما تعلق بالأنكحة والنفقات، يجب تطبيقها على كل المقيمين في دار الإسلام، مسلمين وغير مسلمين.. والمستثنى من ذلك مسائل قليلة، هي الزواج ونفي المهر وتقديم الخمر والخنزير، لاتصالها بالعقيدة والدين، فيتركون فيها وما يدينون.. وحتى في هذه المسائل، فإنهم يترافعون فيها إلى القضاء الإسلامي فيحكم بينهم بأحكام دينهم، إلا إذا تراضوا جميعًا على التحاكم إلى أهل ملتهم، وهذا تحكيم مباح للمسلمين وغير المسلمين.. على هذا أجمعت مذاهب الحنيفة والشافعية والحنابلة: غير المسلمين مخاطبون بأحكام الإسلام في غير العقائد والعبادات.. لهم ما لنا من الإنصاف، وعليهم ما علينا من الانتصاف "([24]).

هكذا اجتمع الفكر والتطبيق – في الثقافة والحضارة والتاريخ – على إسلامية الهوية.. هوية الدولة.. والمدنية.. والقانون.. وعبر عن هذه الحقيقة – بحسم ووضوح – أبو القانون المدني، وفقيه الشريعة الإسلامية، القاضي العادل الدكتور عبد الرازق السنهوري باشا.

وفي جلاء الموقف الإسلامي من هذه القضية علينا أن نعيد التذكير بأن الإسلام ودولته الجامعة، وتجربته التاريخية، قد أكدت على تعدد وتكامل دوائر الانتماء والولاء.. فللإنسان انتماء وولاء لأهله وعشيرته، يليه انتماء وولاء لشعبه ووطنه، يليه انتماء وولاء لقومه وقوميته، يليه انتماء وولاء لأمته وحضارته.. ثم هناك الولاء والانتماء للإنسانية التي تتنوع هي الأخرى إلى أمم وحضارات وشعوب وقبائل..

[630- 711هـ --1232-1311م ] و[ أساس البلاغة ] للزمخشري [ 467-538هـ...1075-1144م ] هو: " المنزل الذي يمثل موطن الإنسان ومحل إقامته، وفيه يكون المولد والمنشأ. وهو الديار التي ينتسب إليها الإنسان، ولها يكون الحنين والولاء والانتماء ".

كما ساوى القرآن الكريم بين الإخراج من الديار والحرمان من الوطن وبين الفتنة في الدين "فجعلهما وحدها المبرر للقتال – القتال لتحرير الوطن ومقدراته ولحرية الضمير وتحريره كي يتدين دون إكراه، في إشارة إلى أن الوطن الحر هو الوعاء الذي بدونه لا يأتي قيام كامل الدين، وكامل الحرية في التدين بالدين: [ لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين ] – الممتحنة: 8 -.

ولقد ظل حنينه إليها جارفًا، حتى لقد كان يدعو ربه – وهو بالمدينة – أن يحبب إليه المدينة حبه لمكة !. وظل هذا الحب للوطن يملأ القلب حتى عاد إلى مكة فاتحًا، وحانيًا على مواطنيه الذين عذبوه وجاروا عليه وظلموه !

فرائد هذه اليقظة الإسلامية جمال الدين الأفغاني [ 1254-1314هـ 1838-1897م ] – الذي رفع شعار " الجامعة الإسلامية " هو الذي رفع شعار " مصر للمصريين ".. وهو أول من أنشأ – بمصر- " الحزب الوطني الحر ".. ولقد عبر عن مكانة الوطن المصري، في عقله ووجدانه، وفي جهاده، فقال: " مصر أحب بلاد الله إليّ " وهي أهم مواقع الشرق، وهي عند المسلمين من الأراضي المقدسة، ولها في قلوبهم منزلة لا يحتلها سواها، نظرًا لموقعها من الممالك الإسلامية، ولأنها باب الحرمين الشريفين، فإن كان هذا الباب آمنًا كانت خواطر المسلمين مطمئنة على تلك البقاع وعلى سلامة ركن عظيم من أركان الديانة الإسلامية "

        وعندما نظر الأفغاني إلى المستقبل، علق الآمال على قيادة الوطن المصري للبعث الإسلامي والنهضة الشرقية، فقال: " وربما لا يكون بعيدًا من الواقع أن تصير عاصمة مصر كرسي مدينة لأعظم الممالك الشرقية. بل لقد كان ذلك أمرًا مقررًا في أنفس جيرانها من سكان البلاد المتاخمة لها، وهو أملهم الفرد كلما ألم بهم خطب أو عرض لهم خطر "([26]).

هكذا تبلورت الهوية العربية الإسلامية في مسيرتنا التاريخية، وفي تراثنا الحضاري.. ولدت من رحم القرآن الكريم، وأقامت بناءها شعوب الأمة الإسلامية، على اختلاف أقوامها وتعدد دياناتها ومذاهبها.. وهكذا أفصحت عن تميزها بلسان عربي مبين، وهو لسان القرآن الكريم.. ولخلود هذا القرآن ومركزيته، ولخلود للغة التي نزل بها، استعصت هذه الهوية العربية الإسلامية على كل التحديات.. تحديات التتريك.. وتحديات الفرنسة والجلنزة والروسنة – ورغم شراسة هذه التحديات..

        وإذا كانت أمم الحضارات المختلفة تسعى نحو التكامل والتساند، رغم ما بينها من تناقضات، فإن أوطان عالم الإسلام، في حاجة إلى أن تتقارب لتلك الوطنيات في الأطر القومية، ولتسلك القوميات في إطار الجامعة الإسلامية، وذلك لمواجهة تحديات الهيمنة الخارجية، والتي تريد لعالم الإسلام المزيد من التجزئة والتشرذم والتفتيت.


 ([1])الجرجاني (التعريفات) طبعة القاهرة سنة 1938، وأبو البقاء الكفوى (الكليات)، تحقيق: د. عدنان درويش، محمد المصري، طبعة دمشق، 1982 م.

([2])ابن عبد الحكم (فتوح مصر وأخبارها) ص 46، طبعة ليون سنة 1920 م، و (مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة) ص 72، 73، تحقيق : د. محمد حميد الله، طبعة القاهرة سنة 1956.

([3])شاخت (الشريعة الإسلامية) ـ كتاب (تراث الإسلام)، القسم الثالث، ص 27 – 29 طبعة عالم المعرفة ـ الكويت ـ 1978م.

([4])مكرم عبيد، مجلة (الهلال) عدد إبريل 1939م.

([5]) الأنبا موسى ـ في : د. سعد الدين إبراهيم (الملل والنحل والأعراق) ص 529 – 534، طبعة القاهرة، 1990م.

([6]) الأنبا يوحنا قلته. من حوار دار عقب محاضرة لى ـ في جمهور من النخبة المسيحية، الممثلة لمختلف الطوائف، دعت إليه "اللجنة المصرية للعدالة والسلام" بفندق الحرية ـ بمصر الجديدة ـ بتاريخ 9 نوفمبر0

 ([7])د. أنور عبد الملك، صحيفة (أخبار الأدب)، عدد 30-4-2000 م.

 ([8])د. محجوب عمر، رؤوف نظمي، مجلة (منبر الحوار) عدد خريف 1989، ص 41، 42، بيروت.

 ([9])جمال بدوي (الفتنة الطائفية : جذورها وأسبابها، دراسة تاريخية ورؤية تحليلية) ص 137 – 141، طبعة القاهرة، 1992م.

 ([10])محمد السماك (الأقليات بين العروبة والإسلام) ص 144، طبعة بيروت، 1990 م.

 ([11])(ندوة الموقف الإسرائيلي من الجماعات الإثنية والطائفية في العالم العربيى) ص 6، ترجمة الدار العربية للدراسات والنشر، ط القاهرة، 1992م.

([12]) سلامة موسى (اليوم والغد) ص 200، 201، طبعة القاهرة، 1928 م.

([13])د. لويس عوض (تاريخ الفكر المصري الحديث) جـ1 ص 209، طبعة دار الهلال، القاهرة، 1969م.

([14])د. سليم نجيب (الأقباط عبر التاريخ)،  ص 184 ،  185، طبعة القاهرة، دار الخيال، 2001م.

([15])صحيفة "وطني" مقال : (اللغة القبطية والألحان القبطية" عدد 30 – 7 – 2200). 

([16])صحف "الدستور" عدد 2-7-2008م.

([17])صحف "الدستور" و "المصري اليوم" و "البديل" في 20-7-2008م ، والنص الكامل للمحاضرة منشور  بصحيفة "الدستور" في 13-8-2008م. وعلى موقع "مصريون ضد التمييز الديني" بترجمة محمود الفرعوني.

([18])أنظر : (استطلاع الرأي العام في مصر حول تطبيق، أحكام الشريعة الإسلامية على جرائم الحدود)، طبعة القاهرة 1985.

([19])البابا شنودة (الأهرام) عدد 6-3-1985م.

([20])البابا شنودة (الأهرام) في 26/3/2002.

([21])البابا تواضروس الثاني، الأهرام، العدد 5- 1 – 2013 م.

([22])سانتيلانا (القانون والمجتمع) ـ كتاب (تراث الإسلام) ص 431 – 435، 438 – 439، ترجمة جرجيس فتح الله، طبعة بيروت 1972م.

([23])الطهطاوي (الأعمال الكاملة) جـ1، ص 544، 369، 370، دراسة وتحقيق : د. محمد عمارة ـ طبعة بيروت سنة 1973 م، وطبعة مكتبة الأسرة، القاهرة، 2010 م.

([24])د. عبد الرزاق السنهوري (إسلاميات السنهوري باشا) جـ 1 ص 133، 145، 160 و جـ 2، ص 704 – 707، دراسة وتحقيق: د. محمد عمارة طبعة دار السلام، القاهرة، 1431هـ، 2010م.

([25])الإمام محمد عبده (الأعمال الكاملة) جـ 4 ص 695، دراسة وتحقيق: د. محمد عمارة، طبعة بيروت سنة 1972م، وطبعة دار الشروق، القاهرة، 1993م

([26])جمال الدين الأفغاني (الأعمال الكاملة) ص 479، 486، 467، دراسة وتحقيق: د. محمد عمارة، طبعة القاهرة 1968م.

([27])حسن البنا (مجموعة رسائل الإمام الشهيد حسن البنا)، رسالة "المؤتمر الخامس" ورسالة "دعوتنا" ص 176، 178، 19، طبعة دار الشباب، القاهرة، بدون تاريخ.

 ([28])لجنة مشروع الدستور ـ محضر لجنة الحريات والحقوق والواجبات العامة، الجلسة السابعة ص 81 – 121 طبعة وزارة الإرشاد القومي، القاهرة، بدون تاريخ.

مقالات اخرى

Melbourne Web Design & Development
menu-circlecross-circle linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram